انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك
من خلال دراستنا للعوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر على سوق الأسهم، وجدنا أن هناك العديد من الأسباب وراء انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك.
لكن من الصعب أن نحدد بدقة ما هي الأسباب الرئيسية وراء انخفاض هذه الأسهم، لأن هذا الموضوع يعتمد على الكثير من العوامل، مثل الظروف السائدة في سوق الأسهم والعوامل المؤثرة فيها.
لذلك سنحاول من خلال هذه المقالة التعرف على سوق الاسهم الامريكية وأهم مؤشرات هذا السوق وأكثر العوامل تأثيرًا فيه.
ما هي أهم أسباب انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك؟
تتأثر الأسواق المالية بشكل عام بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية، وقد يؤدي أي تغير في هذه العوامل إلى تذبذب وانخفاض في الأسهم.
لذلك، يجب على المستثمرين أن يتابعوا التطورات الاقتصادية والسياسية بعناية، وأن يتخذوا القرارات الاستثمارية بناءً على تحليل دقيق للأسواق المالية وللشركات المدرجة فيها.
السبب الأول: توقعات المستثمرين
تعتبر توقعات المستثمرين من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على أداء الأسهم بعد إعلان نتائج البنوك، فالتوقعات السلبية للنتائج تدفع المستثمرون لبيع ما يملكون من أسهم وسحب استثماراتهم في تلك البنوك، مما يؤدي إلى انخفاض في أسعار الأسهم.
بالمقابل، إذا كانت التوقعات إيجابية، فقد يشجع ذلك المستثمرين على شراء المزيد من الأسهم وزيادة الاستثمارات في تلك البنوك، بشكل عام، تعتمد توقعات المستثمرين لمعرفة أسباب انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك على العديد من العوامل، مثل:
- الأحداث الجيوسياسية أو الاضطرابات الاقتصادية العالمية
- معدلات النمو الاقتصادي ومؤشرات البطالة ومعدلات التضخم.
- الخطط المستقبلية لنمو وتوسع الشركات وخططها الاستثمارية في المستقبل.
- توقعات الشركات الاقتصادية والمالية لحجم الإيرادات والأرباح.
- تحليلات الرسوم البيانية والنماذج التي تشير إلى اتجاهات السوق وتنبؤات الحركة الاقتصادية في المستقبل.
السبب الثاني: أخبار وتقارير البنوك
تعتبر البنوك من القطاعات الرئيسية والمؤثرة في سوق الأوراق المالية، حيث تلعب دورًا مهمًا في التأثير بالاقتصاد وتدفق رأس المال وسياسة الائتمان.
لذلك، غالبًا ما يكون لأداء البنوك تأثيرًا كبيرًا على معنويات المستثمرين، وخصوصًا حين تصرح عن أرباحها ونتيجة أداء الأعمال:
- تشير الأرباح الجيدة إلى أن عجلة الاقتصاد تعمل جيدًا وأن المستهلكين والشركات يقومون باقتراض الأموال وإنفاقها وهذا يمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع في أسعار الأسهم، حيث يصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد.
- من جهة أخرى تشير الأرباح الضعيفة إلى صعوبات في الاقتصاد، وتوقعات نمو بطيئة حيث غالبًا ما يستخدم المستثمرون الأرباح كمقياس للصحة المالية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى انخفاض في أسعار الأسهم، حيث يصبح المستثمرون أكثر حذراً ونفورًا من المخاطرة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب التمييز بين التأثير قصير الأجل وطويل الأجل لنتائج البنوك على سوق الأوراق المالية، في حين أن التقلبات في أسعار الأسهم قد تتأثر بتقارير أرباح البنوك، إلا أن الاتجاهات طويلة الأجل في سوق الأسهم تتأثر بمجموعة أوسع من العوامل، مثل اتجاهات الاقتصاد الكلي، ومعنويات السوق بشكل عام.
السبب الثالث: أسعار الفائدة في البنوك
تؤثر أسعار الفائدة على انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك بطريقتين رئيسيتين:
- التأثير المباشر
يحدث هذا التأثير عندما ترتفع أسعار الفائدة، حيث تزداد تكلفة الاقتراض مما يقلل هذا من الإنفاق والاستثمار لدى الشركات والأفراد، وهذا يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي وعلى أرباح الشركات، وبالتالي يؤدي إلى تراجع أسعار الأسهم، وعلى العكس، عندما تنخفض أسعار الفائدة، يزيد الطلب على الأسهم ويدفع أسعارها للارتفاع.
- التأثير غير المباشر:
يحدث هذا التأثير عندما تتغير أسعار الفائدة وتؤثر على سعر الصرف وتكاليف الإنتاج. فعلى سبيل المثال، إن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى زيادة في تكاليف الإنتاج ويؤدي إلى تراجع أرباح الشركات، ويؤدي ذلك بدوره إلى تراجع أسعار الأسهم.
وعلى العكس، انخفاض أسعار الفائدة يؤدي إلى انخفاض في تكلفة الإنتاج ويزيد من أرباح الشركات، ويدفع ذلك أسعار الأسهم للارتفاع.
السبب الرابع: البيئة الاقتصادية السائدة
تلعب البيئة الاقتصادية السائدة دور كبير في التأثير على أسواق الأسهم، فإذا كان هناك توقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية والسوقية في المستقبل وانتعاش الاقتصاد، فهذا قد يدفع المستثمرين لشراء الأسهم ويمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعارها.
وبالعكس، إذا كانت هناك توقعات بتدهور الأوضاع الاقتصادية والسوقية في المستقبل وركود في الاقتصاد، فهذا قد يدفع المستثمرين للابتعاد عن شراء الأسهم والرغبة في التخلص منها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في أسعار الأسهم.
بشكل عام تعكس نتائج البنوك المخاوف بشأن البيئة الاقتصادية السائدة فتعكس تباطؤ نمو القروض، أو زيادة حالات التخلف عن سدادها، أو انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وسيؤدي هذا حتمًا إلى الاتجاه إلى بيع الأسهم وبالتالي انخفاض في الأسهم بما في ذلك قيمة أسهم القطاعات الأخرى.
ما هو سوق الاسهم الامريكي؟
سوق الأسهم الأمريكي هو مجموعة من الأسواق المالية التي تتيح للمستثمرين شراء وبيع الأسهم والأوراق المالية العائدة لشركات أمريكية عبر شبكة متطورة من الوكلاء والوسطاء الماليين، ويتكون سوق الأسهم الأمريكي من أكبر البورصات في العالم وهي:
- بورصة نيويورك (New York Stock Exchange): وتتميز بتداول أسهم الشركات ذات القيمة العالية.
- بورصة ناسداك (NASDAQ): وتعرف باسم البورصة الإلكترونية، حيث يتم فيها تداول الأسهم إلكترونيًا عبر شبكة الإنترنت.
- بورصة شيكاغو (Chicago Stock Exchange): وتتميز بتداول الأسهم التقليدية وشركات الخدمات المالية.
- بورصة بوسطن (Boston Stock Exchange): وهي بورصة صغيرة تتميز بتداول أسهم الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم.
وتعتبر سوق الأسهم الأمريكية واحدة من أكبر الأسواق المالية في العالم، حيث يتم تداول الأسهم والأوراق المالية لشركات عالمية كبرى مثل شركات التكنولوجيا والبنوك والشركات الصناعية، كما تعد وجهة المستثمرين الأجانب والمحليين المفضلة على حد سواء.
تتأثر حركة سوق الأسهم في أمريكا بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والمالية، مثل اسعار الفائدة، والتضخم، والسياسة النقدية، ونتائج البنوك.
لذلك، ينصح المستثمرون بإجراء البحوث اللازمة قبل اتخاذ قرار الاستثمار، والتعاون مع وسيط مالي متخصص للحصول على المشورة المناسبة حول الاستثمار في الأسهم الأمريكية وعن أسباب انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك.
ما هي مؤشرات سوق الاسهم الامريكية؟
تُستخدم مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية كأدوات لقياس الأداء العام للسوق ولمجموعة من الشركات الكبرى المدرجة في هذه السوق، والتي تعكس حالة الاقتصاد الأمريكي بشكل عام، ومن أبرزها:
- مؤشر داو جونز (Dow Jones): وهو مؤشر يحتوي على أسهم 30 شركة كبرى في الولايات المتحدة، ويعد واحدًا من أقدم مؤشرات الأسهم الأمريكية.
- مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P): وهو مؤشر يحتوي على أسهم 500 شركة كبرى في الولايات المتحدة، ويعتبر من أكثر المؤشرات دقةً وشمولًا في قياس أداء السوق الأمريكي.
- مؤشر ناسداك المركب ( Nasdaq Composite): وهو مؤشر يحتوي على أسهم الشركات التي تتداول على بورصة ناسداك، والتي تشمل شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة ومتوسطة الحجم.
- مؤشر راسل 2000 (Russell 2000): وهو مؤشر يحتوي على أسهم 2000 شركة صغيرة ومتوسطة في الولايات المتحدة والتي تعد جزءًا هامًا من اقتصاد البلاد.
في النهاية تعتبر نتائج البنوك من أهم العوامل التي تؤثر على حركة الأسهم الأمريكية، وذلك لأن القطاع المصرفي يشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الأمريكي وله تأثير مباشر على الشركات والمستثمرين.
لذلك عندما تعلن البنوك عن نتائجها المالية أو عن انخفاض الأسهم الأمريكية بعد نتائج البنوك، يتم تقييمها مباشرةً من قبل المستثمرين، حيث تعتبر هذه النتائج مؤشرًا على صحة القطاع المصرفي وعلى ازدهار الاقتصاد الأمريكي.